أدى تطور المجتمعات الإنسانية وتطور علاقاتها ببعضها إلى بروز شخصيات دينية واجتماعية وسياسية وعسكرية وفكرية وعلمية ودبلوماسية ارتبطت بواقع تلك المجتمعات وإدارتها أو بمعتقداتها وقضاياها ومصالحها العليا أو بعلاقاتها بغيرها من المجتمعات، لتحتل هذه الشخصيات مكانة عالية لدى المجتمعات التي تنتمي إليها أو تتواجد فيها، نظراً للرمزية التي تمثلها أو المنصب الذي تتولاه أو الفكر الذي تتبناه أو غير ذلك من المسائل التي تجعل منها محل اهتمام وتعظيم الآخرين.
ونظراً للمكانة الاجتماعية العالية التي تحظى بها هذه النخب، كرموز جماهيرية أو وطنية، فإن تعرضها للعدوان قد يترتب عليه انعكاسات سلبية على مخأدى تطور المجتمعات الإنسانية وتطور علاقاتها ببعضها إلى بروز شخصيات دينية واجتماعية وسياسية وعسكرية وفكرية وعلمية ودبلوماسية ارتبطت بواقع تلك المجتمعات وإدارتها أو بمعتقداتها وقضاياها ومصالحها العليا أو بعلاقاتها بغيرها من المجتمعات، لتحتل هذه الشخصيات مكانة عالية لدى المجتمعات التي تنتمي إليها أو تتواجد فيها، نظراً للرمزية التي تمثلها أو المنصب الذي تتولاه أو الفكر الذي تتبناه أو غير ذلك من المسائل التي تجعل منها محل اهتمام وتعظيم الآخرين.
ولما كانت هذه الشخصيات تحاط بحماية أمنية والاعتداء عليها له العديد من الانعكاسات السلبية على الأنظمة والمجتمعات، فإن تحديد مفهومها وخصائصها وأهميتها والخطر الواقع عليها ومصادره ودوافعه ومن ثم نطاق حمايتها لوقايتها من هذا الخطر وصده عنها، أمر لا بد منه لبيان موضوع هذه الدراسة.
ولذلك سوف نبين في هذا المطلب الشخصيات المهمة ونطاق حمايتها على النحو الآتي:
أولاً: مفهوم الشخصيات المهمة:
تعددت تعريفات الباحثين للشخصية المهمة، وذلك باختلاف الزاوية التي تم النظر منها لأهمية الشخصية، فمنهم من يعرفها على أساس المنصب الذي تشغله ومنهم من يعرفها على أساس مستوى التهديد الذي تواجهه، ومنهم من يعرفها على أساس الآثار التي يمكن أن تترتب على وقوع العدوان على الشخصية.
وأيا كانت اتجاهات تلك التعريفات، فإنه ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن هذه الشخصية هي إنسان حي، وأن التعريف ليس لكيانها البدني وإنما للقيمة المعنوية التي تحظى بها، والتي تكتسبها من شغلها لأحد المناصب القيادية العليا الرسمية أو غير الرسمية، أو لتزعمها قضية عامة أو جماعة معينة، أو للفكر والعلم الذي تحمله، أو لغير ذلك من المسائل التي ترفع من قدر الشخص ومكانته لدى مجتمعه أو الوسط الاجتماعي الذي يتواجد فيه، بما يجعله عرضة للاعتداء من أي جانب كان.
فيعرف العبودي (1982م) الشخصيات المهمة بأنها: « الشخصيات المهمة هم الأشخاص الذين يشغلون مراكز قيادية رسمية كانت أو غير رسمية في الدولة أو في الدول الأجنبية وينزلون ضيوفاً على الدولة، ويكونون بحكم مناصبهم عرضة للاعتداء عليهم من العناصر المعارضة للنظام الذي ينتمون إليه، سواء كانت هذه العناصر وطنية أم أجنبية» ص28.
ويعرفها رياض (1984م) بأنها: « الشخصية المهمة هي الشخصية التي تحمل من الأفكار والقيم والمعتقدات بكافة أنواعها وتعود بالنفع على معظم مواطني الدولة التي تنتمي إليها أو تتعداها إلى مواطني الدول الأخرى، سواءً كانت هذه القيم والمعتقدات والأفكار سياسية أو أدبية أو دينية أو اقتصادية أو غير ذلك» ص1.
ويعرفها السباعي (1986م) بأنها: « أولئك الأشخاص الذين يشغلون مراكز قيادية رسمية كانت أو غير رسمية في الدولة أو الدول الأجنبية أثناء زيارتهم للبلاد سواءً بصفتهم الرسمية أو الشخصية، ولا يمكن عمل حصر لهؤلاء الأشخاص، وإن كان يدخل من ضمنهم رؤساء الدول، ورؤساء الوزارات والوزراء، ومديرو الهيئات والمؤسسات التي تقوم بأعمال تتعلق بمصالح الدولة العليا، كالمخابرات العامة والقوات المسلحة، وكذلك العاملين بهذه الهيئات والمؤسسات، والزعماء الوطنيون ورؤساء الأحزاب، وتختلف ضرورة ومدى الحماية التي يجب أن تكفلها الدولة لكل منهم وفقاً للآتي:
1- المركز الذي يشغله وأهميته بالنسبة للدولة.
2- درجة المعارضة التي يواجهها والتهديد الذي تتعرض له في الدولة أو الدول التي يزورها، سواء كان مصدر التهديد وطنياً أم أجنبياً» ص168-169.
ويعرفها سيدهم (1987م) بأنها: « الأشخاص الهامون هم الأشخاص الذين يشغلون مراكز قيادية في الدولة رسمية أو غير رسمية، وكذلك أفراد الدول الأجنبية أثناء زيارتهم للبلاد بصفتهم الشخصية أو الرسمية، ووجود هؤلاء الأشخاص في هذه المراكز قد يجعلهم عرضة للاغتيالات أو الاعتداء من قبل عناصر مناوئة تحركها دوافع مختلفة، ومن الصعب حصر هؤلاء الأشخاص وإنما يصنفون إلى ثلاثة فئات:
1- الشخصيات المهمة الرسمية: ويدخل في إطارها رؤساء الدول الحاليين والسابقين، ونوابهم، ورؤساء الحكومات والوزراء والمحافظون، ورؤساء الأجهزة الهامة في الدولة.
2- القيادات الشعبية: وتشمل القيادات الشعبية البارزة في البلاد، مثل رؤساء الأحزاب السياسية والقيادات الرئيسية، ويضاف إليهم أعلام الفكر والأدب والرياضة والعلماء.
3- الشخصيات المهمة الأجنبية: ويدخل في إطارها رؤساء الدول والحكومات الأجنبية أثناء زيارتهم للدولة، وكذا أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي والمنظمات الدولية، ويضاف إليهم اللاجئين السياسيين.» ص2.
ويعرفها طايل (1987م) بأنها: « الشخصية ذات الأهمية والمكانة الخاصة سواءً على المجتمع المحلي أم الدولي، ويحكم درجة أهمية الشخصية اعتبارات مختلفة وظروف عديدة تختلف باختلاف الشخص ذاته وظروف الدولة، وقد يكون مرد هذه الأهمية إلى منصب قيادي حالي أو سابق شغله الفرد دولياً أم محلياً، أو إلى المشكلات التي تترتب عند وقوع أي اعتداء عليه» ص2.
ويعرفها النفيعي (1992م) بأنها: « الشخصية التي تكتسب أهميتها من خلال المنصب الذي تشغله سواءً أكان داخل المجتمع أم خارجه، وسواء أكان بصفة رسمية أم غير رسمية» ص43.
ويعرفها شابسوغ (2006م) بأنها:
« كل شخص يتسبب التعرض لحياته بكارثة وطنية عامة تهز المركز السياسي للدولة خارجياً أو داخلياً، وتشمل الشخصيات المهمة الفئات التالية:
1- الشخصيات المحلية الرسمية وغير الرسمية: وتشمل رئيس الدولة والعائلة الحاكمة، رؤساء الوزارات والوزراء، رموز ورؤوس الهيئات والمؤسسات العامة العسكرية والأمنية والمدنية، الزعماء الوطنيون، زعماء الجماعات سواء كانت قبائل أو جماعات دينية أو نقابات عمالية، زوجات وأبناء رؤساء الوزارات والوزراء، والرموز الاقتصادية في البلد كأصحاب رؤوس الأموال الذين يعتبرون على أهمية بالغة لاقتصاد الدولة، واللاجئون السياسيون ذوو الأهمية الحيوية.
2- الشخصيات الأجنبية الرسمية وغير الرسمية: وتشمل رؤساء الدول الأجنبية الضيوف على الدولة، رؤساء الوزارات والوزراء السابقون والحاليون الضيوف على الدولة، رموز ورؤوس الهيئات والمؤسسات العامة العسكرية والأمنية والمدنية الضيوف على الدولة، الزعماء الوطنيون في دول أخرى عندما يكونون ضيوفاً على الدولة، زعماء الجماعات سواء كانت قبائل أو جماعات دينية أو نقابات عمالية المستضافة في الدولة، زوجات وأبناء رؤساء الوزارات والوزراء المستضافون في الدولة، والرموز الاقتصادية في البلد كأصحاب رؤوس الأموال الذين يعتبرون على أهمية بالغة لاقتصاديات دولهم أثناء زيارتهم للدولة.
وبالرغم من التحديد السابق للشخصيات المهمة، إلا أن مستوى الحماية يقترن بمستوى التهديد أكثر منه بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للشخصية» ص8-10.
ويعرفها الشلوي (2010م) بأنها: « الشخصية المهمة هي ذلك الشخص الذي له مكانة مهمة على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي مما يتطلب تكليف الأجهزة الأمنية المختصة بتوفير الحماية الجسدية له بصفة مؤقتة أو دائمة» ص13.
ومن خلال التعريفات السابقة يجد الباحث أن الشخصيات المهمة هي تلك الشخصيات التي ترتبط مكانتها المعنوية إما بسيادة الدولة أو بعلاقاتها بغيرها من الدول، أو بالتأييد والاحترام الشعبي الواسع، أو بتزعمها لقضية مجتمعية أو دولية كبرى، أو بمجال علمي مؤثر من الناحية الدينية أو العلمية، أو العسكرية أو الخبرة السياسية، وبالتالي تكون سلامة وأمن تلك الشخصية محل تهديد، كون المساس بذلك يخلف آثاراً سلبية واسعة على وحدة المجتمع وتماسكه ومكانته وسمعته وعلى مختلف جوانب التنمية.
وتختلف درجة هذه الأهمية من ناحية توفير الأمن والحماية للشخصية باختلاف مستوى خطورة الظروف المختلفة المحيطة بها في المكان الذي تتواجد فيه، ويرتبط هذا المستوى من الخطورة بدرجة المعارضة والعداء لهذه الشخصية أو الجماعة أو الدولة التي تنتمي إليها، أو التي تقدم لها الدعم والمساعدة، أو حتى تتواجد فيها ولكن مجرد التواجد يجعلها عرضة للخطر لما للاعتداء عليها من حدوث آثار سلبية كبيرة على تلك الدولة.
فمثلاً عالم الذرة الذي ينتمي إلى إحدى الدول المتقدمة لا يكون بتلك الأهمية من حيث توفير الأمن والحماية التي يحتاج إليها عالم الذرة الذي ينتمي إلى الدول النامية، أو الدول المعادية للدول الكبرى، والقائد العسكري في البلد المستقر سياسياً لا يكون كذلك أيضاً عن القائد العسكري الذي ينتمي إلى بلد تسوده الصراعات السياسية أو الانفلات الأمني، والقائد أو المفكر السياسي المحايد لا يكون بتلك الدرجة كالقائد أو المفكر السياسي الذي ينتمي إلى النظام الحاكم أو إلى الجماعات المعارضة.
وبناء على ذلك فإن من الصعوبة بمكان وضع معيار موضوعي دقيق لتحديد الشخصيات المهمة بحيث يمكن تعميمه على جميع المجتمعات، ذلك أن الخطر يتعدد وتختلف دوافعه.
ويمكن للباحث أن يعرف الشخصيات المهمة بأنها: أولئك الأشخاص الذين ترتبط سلامة حياتهم وأجسادهم وحرياتهم بالمكانة والعلاقات الحيوية الهامة للدولة، كالمكانة السيادية أو الوطنية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الأمنية أو الفكرية، أو المكانة الدولية، أو الاستقرار السياسي، ويترتب على المساس بتلك السلامة آثار سلبية مختلفة على كل أو بعض تلك الجوانب، ما يجعلها عرضة للتهديدات والأخطار المرتبطة بالاتجاهات المعارضة أو المعادية للدولة، سواء كانت مصادر تلك التهديدات والأخطار وطنية أم أجنبية، مما يستلزم على الدولة توفير الحماية المناسبة لتلك الشخصية.
فالاعتداء على رئيس الدولة يترتب عليه مساساً بمكانتها السيادية، واستقرارها السياسي، والاعتداء على القيادات العسكرية أو الأمنية يترتب عليه اختلالاً في ثقة المجتمع بتلك الأجهزة وقدراتها، والاعتداء على علماء الذرة يترتب عليه اختلالا في مستوى تقدمها العسكري، والاعتداء على أصحاب رؤوس الأموال ورؤساء الشركات التجارية الكبرى يترتب عليه أضراراً بالوضع الاقتصادي، وهكذا، وبالتالي يكون كل هؤلاء عرضة للخطر خاصة مع تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة السياسية.
ومن هذا المنطلق فإن الأخطار التي تتعرض لها الشخصيات المهمة متعددة بحسب مصادرها والغاية منها، فهي إما أخطار طبيعية أو بشرية.
ثانياً: الأخطار التي تتعرض لها الشخصيات المهمة:
من خلال الاطلاع في الدراسات السابقة، فقد قسم الباحثون الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها الشخصيات المهمة إلى قسمين، هما:
1- أخطار طبيعية: والتي لا دخل لإرادة الإنسان أو سلوكه في حدوثها.
2- أخطار بشرية: وهي تلك الأخطار التي تحدث بإرادة الإنسان أو كنتيجة لسلوكه.
وسوف نوضح هذه الأخطار على النحو الآتي:
الأخطار الطبيعية:
أشار السبيعي (2000م) إلى « أن الأخطار الطبيعية هي تلك التي تحدث بفعل الطبيعة دون أن يكون للبشر دحل في حدوثها، مثل الزلازل، البراكين، الفيضانات، سوء الأحوال الجوية التي تؤدي إلى تعذر الرؤية، الصواعق، والانهيارات» ص19.
« فالأخطار الطبيعية تحدث بمشيئة الله تعالى وحده، نتيجة للتغيرات الطبيعية والمناخية على سطح الأرض، وهي مخاطر تحيق بالشخصية المهمة وغيره من الناس في نطاق جغرافي معين» (آل جبران، 2011م، ص16).
« وبالرغم من هذه الأخطار غير متوقعة ولا تدخل في مهام الأمن والحماية بصورتها المباشرة أي لا يمكن لقدرات جهاز الأمن والحماية وقاية الشخصية منها، إلا أنه يتطلب منهم أن يكونوا على علم بجميع المصالح التي تتولى عمليات الإنقاذ والإغاثة أثناء حدوث الكوارث الطبيعية، وإتقان وسائل الإسعافات الأولية التي تنقذ الشخصية من الخطر» (الراشد، 1989م، ص60).
الأخطار البشرية:
وهي تلك الأخطار التي تحدث نتيجة لسلوك البشر، أي أنهم مساهمون في حدوثها، ويذهب الباحثون في تصنيفها إلى قسمين، على النحو الآتي:
1- أخطار بشرية عمدية:
« وهي الأخطار التي تقع باختيار وإرادة الأفراد الذين يحملون أفكاراً معادية للسياسة العامة للدولة» (الراشد، 1989م، ص17). وهي عادة ما تتم على أساس مخطط ومحكم من قبل فرد أو جماعة، أو منظمة إرهابية، أو من عدو خارجي، وهي كثيرة ومتنوعة وتشمل القتل، والاعتداء الجسدي، الخطف، التجسس، التهديد، التحقير، والإذلال، وتهدف عادة لإلحاق الضرر بالشخصية المهمة وتهديد سلامتها (آل جبران، 2011م، ص16).
« فالأخطار العمدية تأخذ الطابع السياسي في معظم حالاتها، أي أن مرتكبوها يهدفون إلى تحقيق مآرب سياسية، كزعزعة ثقة المواطنين بالدولة، وإظهارها مظهر الفشل، أو لتشويه سمعتها الدولية وتسيء إلى علاقتها بغيرها من الدول، وتضرب اقتصاده القومي، أو القضاء على الشخصيات التي تتعارض مع الجناة فكرياً، أو الانتقام منها لما سبق وأن قامت به من أعمال عسكرية أو سياسية ناجحة أو شبه ناجحة ضدها، أو لإجبار أصحاب القرار السياسي للانصياع لمطالبهم» (شابسوغ، 2006م، ص111-112).
وتتمثل الأخطار البشرية العمدية بالآتي:
أ- الاغتيالات:
تعتبر الاغتيالات أكثر الأخطار البشرية العمدية التي تتعرض لها الشخصيات المهمة، وترتبط هذه الجريمة في أكثر حالاتها بالجريمة السياسية، وتعرف الاغتيالات بأنها: « الاعتداء على حياة الشخصية المهمة بقصد التخلص منها بأي وسيلة، وباستخدام كل ما يضمن تحقيق هذه المهمة» (الراشد، 1989م، ص49).
فالغرض من جريمة الاغتيال هو القضاء على الشخصية بقتله، ويتم ارتكاب هذه الجريمة بأساليب مختلفة، بحسب قدرة الجناة على الوصول إلى الشخصية، وبمستوى العنف الذي يتبنونه.
ومن أبرز الأساليب المستخدمة في جرائم الاغتيالات الآتي:
- الاغتيال باستخدام الأسلحة النارية: حيث يستخدم الجناة إحدى أنواع الأسلحة النارية أو أكثر للاعتداء على الشخصية المهمة، كالمسدسات، والبنادق، والقناصة، والمدافع الرشاشة (الشلوي، 2010م، ص14).
ومن أبرز الاغتيالات للشخصيات المهمة باستخدام هذه الوسيلة، اغتيال الرئيس المصري السابق (أنور السادات) عام 1981م، حيث استخدم الجناة المدافع الرشاشة لتنفيذ العملية (النفيعي، 1992م، ص26).
- الاغتيال باستخدام المواد المتفجرة: حيث يستخدم الجناة المواد المتفجرة أو العبوات الناسفة لتنفيذ عملية الاعتداء على حياة الشخصية المهمة.
وتتم هذه العملية من خلال زرع المواد المتفجرة في مكان عبور الشخصية أو في وسيلة تنقله أو باستخدام أحزمة ناسفة من خلال انتحاريين، أو بوضع الشحنات المتفجرة في أماكن تواجد الشخصية، أو يتم إرسالها إليه بأي وسيلة (آل جبران، 2011م، ص17).
« ومن أبرز الاغتيالات التي تمت بهذا الأسلوب، اغتيال الرئيس اللبناني (رفيق الحريري) عام 2005م، عن طريق تفجير موكبه أثناء مروره في الشرع العام بمنطقة السان بورج، واغتيال زعيمة حزب الشعب الباكستاني المعارض (بنظير بوتو) عام 2007م» (الشلوي، 2010م، ص14).
- الاغتيال باستخدام المواد السامة: ويتم هذا الأسلوب باستخدام الجناة للمواد السامة في تنفيذ عملية الاعتداء على حياة الشخصية المهمة، عن طريق دس المادة السامة في الطعام أو الشراب أو الدواء المقدم للشخصية أو الخاص به، أو السجائر التي يقوم بتدخينها، أو بأي وسيلة من الوسائل تحقق الهدف من العملية بحيث يتم القضاء على الشخصية في أسرع وقت (النفيعي، 1992م، ص45).
« ومن أبرز الاغتيالات التي تمت باستخدام السم اغتيال المفكر والكاتب السوري (عبد الرحمن الكوكبي) عام 1902م، بواسطة دس السم في فنجان القهوة الذي تناوله مما أودى بحياته» (الخير، 1985م، ص241).
ب- الخطف: وتتم باختطاف الشخصية المهمة بهدف الحصول على فدية من الدولة أو تنازلات من الشخصية المهمة، أو لمنعه من تنفيذ مهمة ما (الراشد، 1989م، ص45).
ومن أبرز جرائم الخطف التي تعرضت لها الشخصيات المهمة، اختطاف رئيس الوزراء الليبي المؤقت (علي زيدان) بتاريخ 10/أكتوبر/ 2013م، من قبل جماعة تسمى غرفة ثوار ليبيا (جريدة الرياض "النسخة الإلكترونية"، 10اكتوبر 2013م).
ج- الاعتداء غير العنيف: كالضرب والإذلال والسب والإهانة (آل جبران، 2011م، ص19).
د- التجسس: لمعرفة معلومات عن الشخصية المهمة وتحركاتها، وجمع بيانات تتعلق بمصالح الجناة (شابسوغ، 2006م، ص116).
ه- التآمر للتوصل لقلب نظام الحكم: حيث يكون القضاء على الشخصية المهمة وسيلة لتسهيل عمل الجناة للاستيلاء على السلطة ومقاليد الحكم (النفيعي، 1992م، ص45).
2- الأخطار البشرية غير العمدية:
وهي الأخطار التي تتعرض لها الشخصيات المهمة نتيجة لسلوك البشر غير المقصود، حيث لا تكون الشخصية هدفا للسلوك، وإنما تعرضت للحادث بصورة عرضية بسبب طيش أو إهمال أو تقصير من مرتكب السلوك، ومن هذه الأخطار حوادث السير، اعتداءات المختلين عقلياً، تساقط المباني أو جزء منها (السبيعي، 2000م، ص46).
وأياً كانت الأخطار التي تتعرض لها الشخصية المهمة ومصادرها فإنه يجب على جهاز الأمن تأمين الإسعافات الأولية، ومعرفة عناوين المستشفيات وجهات الإغاثة والإنقاذ، والعمل على التحكم بمصادر الخطر بقدر الإمكان بصدها ووقاية الشخصية المهمة منها أو العمل على الحد من آثارها الضارة.
ثالثاً: مصادر الخطر الذي تتعرض له الشخصية:
تختلف مصادر الأخطار التي تتعرض لها الشخصيات المهمة باختلاف مكانتها وطبيعة المعارضة لها ودوافع الاعتداء، وطبيعته، ومن تلك المصادر:
« العملاء السريين التابعين لدولة عدوة، أعضاء المنظمات الإرهابية، أعضاء الجماعات السياسية أو الدينية أو المذهبية المعادية، ذوي العداء الشخصية، المختلين عقلياً، المنحرفين، وغير ذلك من المصادر بحسب ظروف البيئة المحيطة» (السبيعي، 2000م، ص19).
رابعاً: نطاق حماية الشخصية:
من خلال معرفة الأخطار التي تتعرض لها الشخصية المهمة يتحدد نطاق الحماية لها، فالأخطار متنوعة وتختلف مصادرها، إضافة إلى أن الشخصية المهمة هدف متحرك بين مكان الإقامة والعمل والزيارات وأماكن الترفيه والاجتماعات، وغير ذلك من الأماكن. وبالتالي يمكن تحديد نطاق الحماية لها في الآتي: (شابسوغ، 2006م، ص134)
1- مقر إقامة الشخصية المهمة، سواء كان السكن الشخصي أو الذي ينزله، ويشمل تأمين مقر الإقامة بتأمينه من الداخل من كافة الأخطار التي يمكن أن تحدث عمدية أو غير عمدية، تأمين المداخل والمخارج، تأمين الزيارات إليه، تأمين الطعام والشراب والاستخدامات الشخصية.
2- الطرق التي يسلكها الشخصية، سواء الطرق المعتادة أو غير المعتادة، كطريق العمل أو الزيارات.
3- مقر العمل، والاجتماعات والمؤتمرات، والمهرجانات التي يحضرها، والأماكن التي يزورها.
4- تأمين السيارة ووسائل الاتصالات التي يستخدمها.
5- تأمين الدواء الذي يستخدمه، والطعام الذي يتناوله.
6- الأماكن التي يتردد عليها للترفيه وممارسة الرياضة.
7- كافة الوسائل التي يمكن استغلالها للاعتداء عليه.
وبناء على ما سبق، فإن من الضرورة بمكان إحاطة عملية تأمين الشخصية المهمة بكافة جوانب التأمين، في مواجهة الأخطار المعروفة أو المتوقعة وغير المتوقعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق